
شهدت مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، صباح السبت 11 أكتوبر 2025، قصفًا مدفعيًا مكثفًا نفذته قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل في أحياء متفرقة من المدينة، دون تسجيل خسائر بشرية مؤكدة حتى لحظة إعداد التقرير. ووفقًا لمصادر محلية، فإن القصف بدأ في ساعات الصباح الأولى واستمر حتى منتصف النهار، مستهدفًا مناطق سكنية في المدينة الواقعة جنوب غرب السودان. ويأتي هذا التصعيد في إطار عمليات عسكرية متواصلة تهدف، بحسب ما وصفته المصادر، إلى عزل مدينة الدلنج عن عاصمة الولاية كادوقلي، في ظل تحركات مشتركة بين قوات الدعم السريع وعناصر من الحركة الشعبية.
اشتباك مباشر
أفادت المصادر ذاتها بأن اللواء 54 المتمركز في مدينة الدلنج رد على القصف المدفعي بتبادل نيران مكثف مع قوات الدعم السريع، ما ساهم في تقليص حدة الهجوم وإسكات المدافع تدريجيًا. وأوضحت أن القوات التابعة للواء نفذت عمليات تمشيط واسعة النطاق في محيط المدينة، بهدف تأمين الأطراف ومنع أي محاولات تسلل من قبل القوات المهاجمة. ورغم استمرار القصف لساعات، أكدت المصادر أن الأضرار اقتصرت على تدمير جزئي لبعض المنازل، فيما تعذر التحقق من وقوع إصابات أو وفيات بسبب انقطاع شبكات الاتصال عن المدينة خلال فترة الاشتباكات. وبحسب إفادات محلية، فإن الوضع الأمني داخل المدينة بدأ يستقر تدريجيًا، مع عودة الحياة العامة إلى وتيرتها المعتادة.
دعم جوي
في سياق متصل، كشفت مصادر عسكرية وفق منصة الترا سودان أن الجيش السوداني نفذ يوم الجمعة عملية إسقاط مظلي ناجحة لصالح اللواء 54 في مدينة الدلنج، تضمنت شحنات من العتاد العسكري والمواد الغذائية والصحية. وتهدف هذه العملية، وفقًا للمصادر، إلى تعزيز قدرات القوات المتمركزة في المدينة، التي تواجه منذ أشهر ضغوطًا متزايدة نتيجة الحصار العسكري المفروض عليها. ويُعد هذا الدعم الجوي جزءًا من جهود الجيش السوداني للحفاظ على خطوط الإمداد في المناطق التي تشهد مواجهات مستمرة، خاصة في ظل تعقيدات الوضع الميداني في ولاية جنوب كردفان.
حصار مستمر
منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023، تعاني مدينة الدلنج من حصار خانق فرضته خارطة السيطرة العسكرية في ولاية جنوب كردفان، حيث تتقاسم النفوذ فيها ثلاث قوى رئيسية: الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو. هذا التوزيع المعقد للسيطرة الميدانية جعل المدينة في وضع شبه معزول، ما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية. ووفقًا لتقارير محلية، فإن الحصار تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وأُبلغ عن حالات مجاعة في بعض الأحياء، وسط غياب شبه كامل للخدمات الأساسية. ويثير هذا الوضع قلقًا متزايدًا لدى منظمات الإغاثة، التي تواجه صعوبات في الوصول إلى المدينة بسبب القيود الأمنية المفروضة على الحركة في المنطقة.