
في خطوة جديدة ضمن جهود العودة الطوعية للسودانيين المقيمين في مصر، أعلنت رئيسة لجنة العودة الطوعية، أميمة عبد الله، أن ثلاثين حافلة غادرت مدينة أسوان صباح الأربعاء الموافق 8 أكتوبر 2025، متجهة إلى السودان لنقل دفعة جديدة من العائدين إلى ديارهم. التحرك يأتي في إطار برنامج منظم لإعادة السودانيين الذين لجأوا إلى مصر خلال فترة النزاع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويُعد جزءًا من سلسلة عمليات تفويج بدأت منذ منتصف العام الجاري. الرحلة البرية عبر الحافلات تُعد من أبرز وسائل النقل المستخدمة في هذه المرحلة، رغم التحديات اللوجستية التي تواجهها، وعلى رأسها ارتفاع تكاليف النقل التي أثقلت كاهل العائدين.
العائدون من مصر إلى السودان، خاصة أولئك الذين يصلون إلى مدينة وادي حلفا ومنها إلى مختلف المدن السودانية، يواجهون صعوبات متزايدة بسبب ارتفاع أسعار تذاكر النقل الداخلي. هذه التكاليف المرتفعة تُشكل عبئًا إضافيًا على الأسر التي اضطرت للنزوح بسبب الحرب، وتُعيق سلاسة عملية العودة، رغم الجهود المبذولة لتيسيرها. ويُعد هذا التحدي من أبرز العقبات التي تواجه برنامج العودة الطوعية، في ظل غياب دعم مالي مباشر يُخفف من تكلفة التنقل بين المدن السودانية بعد الوصول إلى نقطة العبور الرئيسية في وادي حلفا.
وفي تعميم صحفي صدر الأربعاء، أوضحت أميمة عبد الله أن 24 رحلة قطار وصلت إلى محطة السد العالي في مدينة أسوان جنوبي مصر، ناقلة مئات السودانيين الراغبين في العودة. وأضافت أن العائدين بعد وصولهم إلى ميناء وادي حلفا يتوزعون على عدد من المدن والمناطق السودانية، من بينها الخرطوم، عطبرة، العيلفون، أم ضوبان، أم دوم، شرق النيل، الكلاكلات، أبو آدم، والشجرة بمحلية جبل أولياء جنوب العاصمة. هذا التنقل الداخلي يُنفذ وفق ترتيبات محلية تهدف إلى إعادة توزيع العائدين حسب مناطق سكنهم الأصلية، رغم التحديات اللوجستية التي تواجهها السلطات السودانية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
رئيسة اللجنة دعت في ذات التعميم جميع الراغبين في العودة إلى السودان إلى تسجيل أسمائهم ضمن قوائم التفويج، لضمان تنظيم الرحلات وتوفير المقاعد اللازمة. كما أشادت بالتعاون الذي تبديه السلطات المصرية في تسهيل حركة القطارات من القاهرة إلى أسوان، وهي الرحلات التي تُسيّر منذ يوليو 2025 بشكل مجاني للسودانيين. هذا التعاون يُعد من أبرز مظاهر الدعم المصري لجهود العودة الطوعية، ويُسهم في تخفيف الضغط على المعابر الحدودية، خاصة في ظل تزايد أعداد الراغبين في العودة خلال الأشهر الأخيرة.
بحسب بيانات اللجنة، فإن نحو 450 ألف سوداني عادوا من مصر إلى السودان بين عامي 2024 و2025، بعضهم عبر برامج العودة الطوعية، وآخرون بجهود فردية. وتُشير الأرقام إلى أن السلطات المصرية خصصت قطارات مجانية لنقل السودانيين من القاهرة إلى أسوان منذ يوليو الماضي، في خطوة تهدف إلى تسهيل الوصول إلى نقطة الانطلاق البرية نحو السودان. هذه الأرقام تعكس حجم الاستجابة الشعبية لبرامج العودة، وتُبرز أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لضمان استمرارية العملية وتوسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من العائدين.
يُذكر أن قرابة مليون سوداني لجأوا إلى مصر خلال الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة عبر الحدود الشمالية. وفي يونيو 2023، أغلقت السلطات المصرية الحدود وفرضت إجراءات مشددة على خدمات التأشيرة، إلى جانب إلغاء بنود من اتفاق الحريات الأربع الموقع بين البلدين، والذي كان يُتيح لرعايا الدولتين التنقل والإقامة والعمل دون قيود. هذه الإجراءات خلقت واقعًا جديدًا أمام السودانيين في مصر، ودعمت توجهات العودة الطوعية كخيار متاح أمام من تقطعت بهم السبل في ظل القيود الجديدة.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا