
توفي الدكتور محمد طاهر إيلا، أحد أبرز الشخصيات السياسية في السودان، بعد معاناة طويلة مع المرض، ليغيب بذلك آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق عمر البشير عن الساحة الوطنية. إيلا، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من فبراير إلى أبريل عام 2019، كان قد تولى مسؤوليات تنفيذية متعددة خلال مسيرته السياسية، من بينها منصب والي ولاية الجزيرة الذي تقلده منذ عام 2015، إلى جانب تعيينه لاحقًا وزيرًا للطرق والجسور في الحكومة السودانية. وفاته تمثل نهاية لمسيرة امتدت لعقود في العمل العام، تميزت بتنوع الأدوار وتعدد المواقع التي شغلها داخل مؤسسات الدولة.
مسيرة تنفيذية
خلال سنوات خدمته، تقلد إيلا مناصب تنفيذية بارزة، أبرزها رئاسة الوزراء في مرحلة سياسية حساسة سبقت سقوط نظام البشير، حيث كان آخر من تولى هذا المنصب في تلك الحقبة. كما تولى ولاية الجزيرة في فترة شهدت تحديات اقتصادية وتنموية، وسبق له أن شغل منصب والي ولاية البحر الأحمر، حيث أمضى عشر سنوات في إدارة شؤون الإقليم الساحلي. تعيينه وزيرًا للطرق والجسور جاء تتويجًا لمسيرته في العمل التنفيذي، حيث ارتبط اسمه بعدد من المشاريع التنموية والبنية التحتية، ما جعله من الشخصيات المؤثرة في ملفات التنمية الإقليمية.
خلفية أكاديمية
ولد محمد طاهر إيلا في مدينة جبيت الواقعة بولاية البحر الأحمر في شرق السودان عام 1951، وينتمي إلى قبيلة الهدندوة، إحدى المكونات القبلية البارزة في المنطقة. تلقى تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد، قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة لمواصلة دراسته العليا، حيث نال درجة الماجستير من جامعة كارديف. هذه الخلفية الأكاديمية منحته أدوات تحليلية وإدارية ساعدته في إدارة الملفات الاقتصادية والتنموية التي تولى مسؤوليتها لاحقًا في المناصب الحكومية المختلفة.
خبرة حكومية
امتدت خبرة إيلا في العمل الحكومي إلى عدة وزارات اتحادية، حيث شغل مناصب في وزارات التجارة الخارجية، والنقل، والاتصالات، ما أتاح له الإلمام بجوانب متعددة من إدارة الدولة. خلال فترة توليه ولاية البحر الأحمر، ركز على تطوير البنية التحتية وتعزيز النشاط الاقتصادي في الموانئ والمناطق الساحلية، كما ارتبط اسمه بمشاريع تنموية هدفت إلى تحسين الخدمات العامة في الإقليم. هذه التجربة الطويلة جعلته من الشخصيات التي تحظى بقبول واسع في الأوساط الإدارية، خاصة في الملفات المتعلقة بالتنمية الإقليمية.
حضور سياسي
عرف إيلا بكونه شخصية قيادية ضمن الحركة الإسلامية السودانية، حيث لعب دورًا فاعلًا في المشهد السياسي خلال العقود الماضية. حضوره في مواقع صنع القرار، سواء على المستوى المحلي أو الاتحادي، جعله من الأسماء البارزة في تركيبة النظام السابق، كما ارتبط اسمه بمواقف سياسية مؤثرة في مراحل مختلفة من تاريخ السودان الحديث. ورغم الجدل الذي أحاط ببعض فترات حكمه، ظل إيلا يحتفظ بمكانة خاصة في الذاكرة السياسية السودانية، بوصفه أحد رموز الإدارة والتنمية في البلاد.