
خاص – استقرت أسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025 عند أعلى مستوى تاريخي في السوق الموازي، بعد موجة ارتفاع حادة بدأت منتصف الأسبوع الماضي. هذا الاستقرار لا يحمل طابعًا إيجابيًا، بل يؤكد أن الجنيه السوداني بلغ مرحلة الانفصال الكامل عن أدوات التثبيت النقدي، وسط غياب أي تدخل رسمي أو قدرة مؤسسية على احتواء التدهور.
انهيار وظيفي للعملة
سجل الدولار الأمريكي اليوم وفق مؤشرات اخبار السودان 3700 جنيهًا سودانيًا للبيع ، مقارنة بـ560 جنيهًا ليلة اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 560% خلال 30 شهرًا فقط. هذا الارتفاع لا يُعد تقلبًا، بل انهيارًا وظيفيًا للعملة، حيث فقد الجنيه دوره كمخزن للقيمة ووسيلة للتبادل، وتحول إلى مؤشر على تفكك الدولة اقتصاديًا. السوق الموازي بات المرجع الوحيد لتحديد القيمة الفعلية للجنيه، في ظل شلل القطاع المصرفي الرسمي، وتوقف أكثر من 85% من الفروع عن العمل، وفقًا لتقديرات البنك الدولي.
اقتصاد في حالة موت سريري
في تقرير حديث نشرته وكالة رويترز رصده اخبار السودان في سبتمبر 2025، وصفت فيه السودان بأنه “اقتصاد في حالة انهيار”، مشيرة إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين دمّرت البنية التحتية المالية، وأدت إلى توقف شبه كامل في الإنتاج الزراعي والصناعي. كما أشار تقرير CNN International رصده اخبار السودان إلى أن التضخم تجاوز 170%، وأن أكثر من 25 مليون شخص باتوا تحت خط الفقر، وسط انهيار في الخدمات العامة، وتوقف شبه كامل في الصادرات، وارتفاع غير مسبوق في معدلات الجوع.
أما Bloomberg Economics فقد حذّرت في تحليل نُشر نهاية سبتمبر من أن السودان يواجه خطر “التلاشي النقدي الكامل”، حيث لم تعد العملة المحلية تؤدي أي وظيفة اقتصادية، وتحولت إلى أداة رمزية في ظل هيمنة السوق الموازي على التسعير، وتراجع الثقة في النظام المصرفي. التقرير أشار إلى أن السودان فقد أكثر من 40% من ناتجه المحلي الإجمالي منذ بداية الحرب، وأن الدين العام تجاوز 200% من الناتج، وسط غياب أي خطة إنقاذ دولية.
الدولار إلى 5000؟ سيناريو مرجّح
في ظل استمرار الحرب، وتفكك المؤسسات المالية، وتحول الذهب والعملات الأجنبية إلى أدوات تمويل غير رسمية للصراع، فإن تجاوز الدولار لحاجز 5000 جنيه خلال عام 2026 لم يعد مجرد احتمال، بل سيناريو مرجّح. تقرير Financial Times أشار إلى أن السودان بات “اقتصادًا خارج السيطرة”، حيث تتحكم شبكات موازية من التجار والمليشيات في الموارد، وتُدار الأسواق خارج سلطة الدولة. هذا الواقع يجعل من أي محاولة لإعادة بناء النظام النقدي أمرًا شبه مستحيل دون وقف شامل للنزاع وإعادة هيكلة الدولة.
نهاية الوظيفة النقدية
ما يحدث اليوم لا يُعد مجرد تدهور في سعر الصرف، بل انهيار في الوظيفة النقدية للجنيه السوداني. السوق الموازي لم يعد هامشيًا، بل أصبح هو السوق الحقيقي، فيما تحولت البنوك إلى كيانات رمزية بلا قدرة تنفيذية. الجنيه السوداني لم يعد عملة قابلة للتداول، بل مؤشر على انهيار الدولة كمفهوم اقتصادي، وتحول السودان إلى اقتصاد غير قابل للقياس أو التدخل، كما وصفه تقرير البنك الدولي الأخير.
أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم الاثنين 06\10\2025م
العملة | السعر بالجنيه السوداني |
---|---|
الدولار الأمريكي | 3700 |
الريال السعودي | 986.666 |
الجنيه المصري | 77.486 |
الدرهم الإماراتي | 1008.1743 |
اليورو | 4352.941176 |
الجنيه الإسترليني | 5000 |
الريال القطري | 1016.483 |
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الاثنين 06\10\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير