
خلافات الاتفاق
حميدتي أشار في خطابه إلى أن الإسلاميين كانوا يدركون أنهم مستبعدون من الاتفاق الإطاري، ولذلك سعوا إلى إشعال الحرب كوسيلة لتدمير السودان، على حد تعبيره. وأضاف أن البرهان أبدى في البداية موافقة على المضي في العملية السياسية، بما في ذلك استبعاد المدنيين غير المنتمين إلى الحركات المسلحة، لكنه سرعان ما غيّر موقفه بعد اجتماعات مع من وصفهم بـ”جماعته”. ووفقاً لما نقله حميدتي، فإن قائد الجيش قدّم صورة مضللة للمجتمع الدولي بشأن نواياه، مدعياً أنه خطط للحرب منذ أربع سنوات، وأبلغ عدداً من الرؤساء الأجانب بأنه قادر على القضاء على قوات الدعم السريع خلال أربع ساعات فقط.
تصفية نصر الدين
في أخطر ما ورد في خطابه، اتهم حميدتي البرهان بالضلوع في “تصفية” الفريق نصر الدين عبد الرحيم، الذي كان يشغل منصب نائب مدير الشرطة في ذلك الوقت. وقال إن الفريق نصر الدين كان يبكي في محاولة لمنع اندلاع الحرب، وإن رفضه لمشاركة الشرطة في العمليات العسكرية كان سبباً في التخلص منه. وأضاف أن نصر الدين كشف له بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير عن وجود “مكتب سري للشرطة” تابع للحركة الإسلامية، كان يشرف على التخطيط والتعيينات داخل الجهاز. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قامت بطرد 60 عنصراً من ذلك المكتب في اليوم التالي، وكان من المقرر أن ينضم الفريق نصر الدين إلى صفوفها. حتى لحظة إعداد التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن هذه الاتهامات.
خلفية النزاع
اندلعت الحرب في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. ومنذ ذلك الحين، امتدت المواجهات إلى معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة والنيل الأزرق، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخلياً وخارجياً. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، تحولت هذه الحرب إلى أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم خلال عامي 2024 و2025، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.
تداعيات الحرب
الحرب المستمرة ألقت بظلالها الثقيلة على مختلف جوانب الحياة في السودان، حيث شهدت البلاد عمليات نهب واسعة النطاق وتوقفاً شبه تام في قطاعات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء. كما انعكست الأزمة بشكل مباشر على حياة المواطنين، الذين يواجهون صعوبات بالغة في استخراج الوثائق الثبوتية مثل الجوازات والبطاقات القومية، في ظل شلل إداري ومؤسسي متواصل. هذه التداعيات تعزز من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في السودان، وتضع البلاد أمام تحديات غير مسبوقة في تاريخها الحديث.