
خاص – في خطوة تعكس التقدير الدولي المتزايد للأصوات الإنسانية الصاعدة، أعلنت مجلة “تايم” الأمريكية إدراج الشاعرة والناشطة السودانية إيمي محمود ضمن قائمتها المرموقة “TIME100 Next” لعام 2025، التي تحتفي بالقادة الشباب والوجوه المؤثرة في مجالات السياسة والعلوم والصحة والفنون والرياضة والعمل المجتمعي. ويأتي هذا التكريم امتداداً لقائمة “TIME100” الأصلية التي تسلط الضوء على أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، غير أن النسخة “Next” تركز على من يشكلون ملامح المستقبل عبر مبادراتهم الريادية ومواقفهم الأخلاقية. اختيار محمود يعكس حضورها المتنامي في الساحة الدولية كشاعرة وناشطة تجمع بين الإبداع الفني والالتزام الحقوقي، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أصوات تمثل المجتمعات المهمشة وتدافع عنها.
صوت دارفور
ولدت إيمي محمود في إقليم دارفور، وبرزت خلال السنوات الماضية كواحدة من أبرز الأصوات الشعرية والإنسانية على مستوى العالم، حيث أسست في عام 2017 أول حوارات سلمية مدنية شاملة في السودان، ركزت فيها على تمكين النساء والنازحين وإدماجهم في مسارات السلام. وفي خطوة رمزية لافتة، قطعت محمود أكثر من ألف كيلومتر سيراً على الأقدام من مدينة الفاشر إلى الخرطوم، حاملة رسالة سلام ومصالحة، ما أثار اهتماماً دولياً واسعاً وأكسبها دعماً من مؤسسات حقوقية وثقافية حول العالم. هذه المسيرة لم تكن مجرد فعل احتجاجي، بل تحولت إلى لحظة فارقة في التعبير المدني السوداني، وجعلت من محمود رمزاً للسلام الشعبي في بلد يعاني من أزمات متراكمة.
دور إنساني
تشغل إيمي محمود حالياً منصب سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وتواصل نشاطها من خلال تأسيس مبادرة “تحرّك” الإنسانية، التي تهدف إلى دعم المجتمعات المتضررة من النزاعات، لا سيما في دارفور. كما تعمل بشكل وثيق مع “شبكة النازحين الإنسانية”، لتقديم الإغاثة والمساندة للنازحين داخلياً، في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية في السودان. وتتميز محمود بقدرتها على المزج بين الشعر والعمل الحقوقي، حيث تستخدم الكلمة كأداة للتغيير، وتوظف الفن في خدمة العدالة الاجتماعية. هذا النموذج الفريد جعل منها صوتاً مؤثراً في المحافل الدولية، ومصدر إلهام للعديد من المبادرات الشبابية في المنطقة.
إشادة دولية
نال إنجاز محمود إشادة واسعة من شخصيات دولية بارزة، من بينها الممثلة العالمية كيت بلانشيت، الحائزة على جائزة الأوسكار وسفيرة النوايا الحسنة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي وصفت إيمي بأنها “قوة لا يمكن إيقافها” وصوتاً للذين حُرموا من حقهم في التعبير. هذا التوصيف يعكس مدى تأثير محمود في الأوساط الحقوقية والثقافية، ويؤكد مكانتها كرمز عالمي للنضال السلمي والتمكين المجتمعي. إشادة بلانشيت لم تكن مجرد مجاملة، بل جاءت في سياق الاعتراف الدولي المتزايد بدور محمود في الدفاع عن حقوق اللاجئين والنازحين، وفي بناء جسور التواصل بين المجتمعات المتأثرة بالنزاعات.
تعليق محمود
في أول تعليق لها على إدراجها ضمن قائمة “TIME100 Next”، عبّرت إيمي محمود عن فخرها بهذا التكريم، قائلة: “يشرفني أن أكون ضمن هذه المجموعة الملهمة من القادة الناشئين الذين يسهمون في تشكيل مستقبل أفضل في ميادين شتى، من السياسة إلى الفنون والعلوم والعمل المجتمعي.” هذا التصريح يعكس التزامها المستمر بقضايا العدالة والتمكين، ويؤكد أن وجودها في القائمة ليس مجرد تكريم رمزي، بل اعتراف بدورها الفعلي في صياغة خطاب عالمي أكثر إنسانية وشمولاً. إدراج محمود في هذه القائمة يفتح أمامها آفاقاً جديدة للتأثير، ويعزز من حضور السودان في خارطة القيادات الشبابية العالمية.
صوت لا يُكسر
في شهادة شخصية مؤثرة، وصفت الممثلة العالمية الحائزة على جائزة الأوسكار وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كيت بلانشيت، الشاعرة والناشطة السودانية إيمي محمود بأنها “قوة لا يمكن إيقافها”، مؤكدة أن من يعرفها يدرك تمامًا أن عملها لا يعرف التراجع. بلانشيت أشادت بما وصفته بالطاقة المتواصلة التي تميز محمود، مشيرة إلى أن تأثيرها يتجاوز حدود الفن ليصل إلى عمق القضايا الإنسانية الأكثر إلحاحًا في العالم.
حوارات السلام
في عام 2017، أطلقت إيمي محمود أول حوارات سلمية مدنية شاملة في السودان، مبادرة غير مسبوقة هدفت إلى إشراك النساء والنازحين في مسارات السلام، ورفع أصواتهم في مواجهة التهميش السياسي والاجتماعي. هذه الخطوة شكلت نقطة تحول في الخطاب المدني السوداني، حيث فتحت المجال أمام فئات كانت مغيبة عن المشهد العام، لتكون جزءًا من صياغة مستقبل البلاد. المبادرة حظيت باهتمام واسع، واعتُبرت نموذجًا لدمج المجتمعات المتأثرة بالنزاع في عمليات بناء السلام.
مسيرة رمزية
في تحرك رمزي لافت، قطعت محمود أكثر من ألف كيلومتر سيرًا على الأقدام من مدينة الفاشر في شمال دارفور إلى العاصمة الخرطوم، حاملة رسالة سلام ومصالحة. هذه المسيرة الطويلة لم تكن مجرد فعل احتجاجي، بل تحولت إلى حدث عالمي جذب أنظار المجتمع الدولي، وأسهم في تسليط الضوء على معاناة المدنيين في مناطق النزاع. المبادرة أكسبت محمود دعمًا واسعًا من مؤسسات حقوقية وإنسانية، ورسخت مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات المدافعة عن السلام في السودان.
أدوار متعددة
تشغل إيمي محمود اليوم منصب سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، إلى جانب كونها مؤسسة حملة “تحرّك” الإنسانية، وهي مبادرة تهدف إلى تقديم الدعم والإغاثة للمتضررين من النزاعات، لا سيما في إقليم دارفور. محمود لا تكتفي بدورها كناشطة، بل تواصل عملها كشاعرة ومؤلفة وإنسانة ملتزمة بقضايا العدالة، ما يجعلها نموذجًا فريدًا يجمع بين الإبداع الفني والالتزام الحقوقي. من خلال هذه الأدوار، تسلط الضوء على معاناة أكثر من 122 مليون شخص حول العالم ممن أجبروا على النزوح، إلى جانب ضحايا الحروب والإبادة والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
صوت المهمشين
بوصفها امرأة من دارفور تنتمي إلى المجتمعات الأصلية، تتحدث محمود باسم مجتمعها، لكنها في الوقت ذاته ترفع صوتها نيابة عن كل من تم تهميشهم أو إسكاتهم من قبل الأنظمة القمعية. في ظل الحرب الأهلية المستمرة في السودان، تزداد أهمية عملها مع شبكة النازحين الإنسانية، حيث تسعى إلى إيصال المساعدات الضرورية إلى من شردهم النزاع في دارفور. هذا العمل الميداني يعكس التزامًا عميقًا بقضايا العدالة، ويؤكد أن محمود لا تمثل فقط صوتًا شعريًا، بل قوة إنسانية فاعلة في مواجهة الأزمات.
شهادة بلانشيت
في ختام شهادتها، عبّرت كيت بلانشيت عن فخرها بصداقتها مع إيمي محمود، مؤكدة أن شجاعتها المتواصلة ووضوح رؤيتها يشكلان تذكيرًا دائمًا بالمسؤولية الجماعية التي تقع على عاتق الجميع. بلانشيت وصفت محمود بأنها ليست فقط صوتًا لمن لا صوت لهم، بل أيضًا قوة لا يُستهان بها في مواجهة الظلم، ومصدر إلهام في عالم يتطلب شجاعة أخلاقية ومواقف إنسانية واضحة.