
في بيان رسمي صدر يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، أدانت السكرتارية العامة للحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال، ما وصفته بـ”مجزرة مدنية” ناتجة عن قصف جوي نفذه الجيش السوداني واستهدف سوق الزرقة في ولاية شمال دارفور، يوم الخميس 2 أكتوبر. البيان، الذي حمل توقيع سناء فيليب مطر مينان، سكرتير الإعلام والثقافة والناطق الرسمي باسم الحركة، استند إلى معلومات من مصدر موثوق أفادت بأن القصف طال منطقة السوق، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال. ووصفت الحركة هذا الهجوم بأنه “فعل جبان وغير مسؤول”، مؤكدة أن الاستهداف كان “متعمدًا واستراتيجيًا ومنظمًا”، ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.
الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال اعتبرت في بيانها أن ما جرى في سوق الزرقة يرتقي إلى مستوى “جريمة ضد الإنسانية” و”جريمة حرب” وفقًا لنظام روما الأساسي، مشيرة إلى أن القصف الجوي استخدم أساليب قتال غير مشروعة، ووجه ضربات مباشرة إلى أهداف مدنية، في مقدمتها السوق الذي لا يحمل أي صفة عسكرية. وطالبت الحركة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها، إلى جانب تفعيل آليات مراقبة مستقلة وتعزيز حماية المدنيين في مناطق النزاع. كما شددت على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي في جميع العمليات العسكرية، مؤكدة التزامها بمبادئ التحول الديمقراطي وبناء دولة علمانية دستورية لا مركزية.
في تطور موازٍ، أعلن تحالف السودان التأسيسي، المعروف باسم “تحالف تأسيس”، عن شروعه في اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة “بايكار” التركية، المصنّعة لطائرات “بيرقدار” المسيّرة، أمام المحاكم الإقليمية والدولية. التحرك القانوني يأتي في إطار تحميل الشركة مسؤولية الأضرار التي لحقت بالمدنيين جراء استخدام طائراتها في العمليات العسكرية داخل السودان، والتي وصفها التحالف بأنها “مجازر”. ويهدف هذا المسار القضائي إلى استرداد حقوق الضحايا ومساءلة الجهات المصنعة عن تورطها غير المباشر في الانتهاكات، خاصة في ظل تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع الدائر بإقليم دارفور.
في بيان صدر يوم الجمعة، اتهم المتحدث الرسمي باسم تحالف “تأسيس”، علاء الدين عوض نقد، الجيش السوداني بتنفيذ غارة جوية بطائرات مسيّرة تركية الصنع من طراز “أكانجي”، استهدفت منطقة بلبل تمبسكو غرب مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور. وأسفرت الغارة، بحسب البيان، عن مقتل 83 مدنيًا كانوا يحضرون مناسبة اجتماعية، ما أثار موجة من الاستنكار داخل الأوساط الحقوقية والسياسية. التحالف دعا المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه “المجازر الشنيعة”، التي اعتبرها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، مطالبًا وسائل الإعلام بتسليط الضوء على ما وصفه بـ”الجريمة البشعة”.
بيان تحالف “تأسيس” حمّل شركة “بايكار”، التي تديرها عائلة بيرقدار، مسؤولية مباشرة عن “إزهاق الأرواح البريئة”، مشيرًا بالاسم إلى هالوك بيرقدار، الرئيس التنفيذي، وسلجوق بيرقدار، رئيس مجلس الإدارة. التحالف اعتبر أن توريد الطائرات المسيّرة إلى الجيش السوداني دون ضوابط أو رقابة يمثل مساهمة فعلية في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، داعيًا إلى فتح تحقيق دولي في طبيعة العقود المبرمة بين الشركة والجهات العسكرية السودانية، وتحديد مدى مسؤوليتها القانونية عن استخدام منتجاتها في عمليات القصف الجوي التي تستهدف مناطق مأهولة بالسكان.
مصادر ميدانية أكدت أن الضربات الجوية التي نُفذت في نيالا استهدفت مقرات حكومية ومطار المدينة، إلى جانب مخازن أسلحة ومواقع يُعتقد أنها مخصصة لإقامة أعضاء تحالف “تأسيس” ومعسكرات تدريب تقع على أطراف المدينة. هذا التصعيد العسكري يأتي في سياق تكثيف الجيش السوداني لاستخدام الطيران المسيّر في مهاجمة مناطق واسعة من إقليم دارفور، الذي تخضع غالبيته لسيطرة قوات الدعم السريع. وتثير هذه العمليات مخاوف متزايدة من توسع دائرة الاستهداف لتشمل تجمعات مدنية، في ظل غياب آليات رقابة مستقلة، واستمرار الاتهامات باستخدام القوة المفرطة في مناطق النزاع.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا