
غياب التخطيط
وأشار ميرغني إلى أن أكثر من أربعة أشهر مضت دون عقد اجتماع جاد لمجلس الوزراء، ما يعكس غيابًا تامًا لأي برنامج عمل أو خارطة طريق لحكومة الأمل. وأضاف أن المواطن السوداني يترقب بصيص أمل يضيء طريقه وسط الانهيار المتسارع في مختلف القطاعات، لكن الحكومة لم تقدم حتى الآن ما يمكن البناء عليه. واعتبر أن ما تحقق حتى اللحظة لا يصلح أساسًا لأي مشروع إصلاحي، وأن رئيس الوزراء مطالب بالبدء من جديد، عبر خطوات عاجلة وفعالة تعيد رسم المسار السياسي والاقتصادي للبلاد.
دعوة للإصلاح
ودعا ميرغني إلى ضرورة وضع رؤية واضحة وخطة محددة الأهداف، تركز على بناء مؤسسات قوية ومستقلة، باعتبارها الضمانة الأساسية لتحقيق الاستقرار والمصداقية داخليًا وخارجيًا. وأكد أن بناء المؤسسات لا يعني محو الماضي، بل يتطلب تمكينها من اتخاذ قراراتها بعيدًا عن التدخلات السياسية أو القبلية. وضرب مثالًا بجامعة الخرطوم، التي وصفها بأنها من أعرق مؤسسات السودان، مشددًا على ضرورة منحها استقلالية حقيقية في اتخاذ قراراتها، بعيدًا عن سلطة وزارة التعليم العالي التي قد تتأثر بمحاصصات حزبية أو اتفاقات سلام.
مؤسسات منهكة
وفي السياق ذاته، تناول ميرغني مشروع الجزيرة كمثال على التدهور المؤسسي، مشيرًا إلى أنه يمثل ركيزة اقتصادية أساسية، لكنه يعاني من ضعف الأداء وتشتت الموارد بسبب غياب مجلس إدارة مستقل، وتدخلات وزارة الزراعة التي تخضع لاعتبارات سياسية. واعتبر أن غياب المؤسسية في هذا المشروع الحيوي يعكس أزمة أوسع في إدارة الدولة، ويؤكد الحاجة إلى إصلاحات جذرية تعيد للمؤسسات دورها في صياغة السياسات وتنفيذها بكفاءة.
خطة وطنية
وشدد ميرغني على ضرورة أن يبدأ رئيس الوزراء فورًا بوضع خطة شاملة تستفيد من الخبرات السودانية في جميع القطاعات، وأن يعرض هذه الخطة على الشعب السوداني في مؤتمر صحفي مفتوح، متقبلًا الانتقادات والمقترحات التي تأتي عبر الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن موارد السودان كافية لبناء دولة قوية، إذا ما تمت إدارتها بمؤسسية وشفافية، مع فتح الأبواب لشراكات دولية مبنية على المصداقية والاحترام المتبادل.
لحظة فاصلة
واختتم ميرغني تحليله بالقول إن أمام رئيس الوزراء فرصة أخيرة لإصلاح مسار حكومة الأمل، محذرًا من أن تفويت هذه الفرصة سيترك السودان في مواجهة تحديات أكثر تعقيدًا، وسط انهيار متسارع في مختلف القطاعات. وأكد أن البلاد بحاجة إلى قيادة جادة تدرك حجم المسؤولية، وتتحرك بسرعة نحو بناء مؤسسات مستقلة، وتقديم رؤية وطنية قابلة للتنفيذ، قبل أن يفوت القطار وتدخل البلاد في مرحلة أكثر ظلمة.