
في خطاب ألقاه وزير الدفاع السوداني الفريق ركن حسن داؤود كبرون، أكد أن الحكومة ملتزمة بمحاسبة كل من وصفهم بالمتعاونين مع قوات الدعم السريع أو المتورطين في ارتكاب انتهاكات بحق الشعب السوداني، مشددًا على أن العدالة ستطال كل من ارتكب جرائم بحق الوطن والمواطنين. التصريحات جاءت خلال فعالية جماهيرية أقيمت عصر الخميس في منطقة أبوحليمة بمحلية أمبدة، ضمن ملتقى قوى أحفاد السلطان عجبنا، الذي أعلن دعمه لما يُعرف بـ”معركة الكرامة”. الوزير وصف الحكومة الحالية بأنها “حكومة الأمل”، مشيرًا إلى أنها جاءت لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، مع التركيز على تمكين الشباب وتفجير طاقاتهم في مجالات التنمية والعمران، لبناء سودان يسوده السلام والاستقرار، بعيدًا عن الصراعات والانتماءات الضيقة.
دعوة للتوحد
وفي سياق خطابه، دعا وزير الدفاع إلى توحيد الصف الوطني، محذرًا من الانسياق وراء ما وصفها بـ”الشائعات التي يروج لها أصحاب الأجندات الهدامة”. كما شدد على أن الدولة ماضية في تنفيذ القرار رقم (153)، الذي ينص على إزالة السكن العشوائي في ولاية الخرطوم، معتبرًا أن هذه المناطق تمثل تهديدًا أمنيًا ومأوى لمن وصفهم بالمجرمين والخارجين عن القانون. الوزير أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الحكومة لإعادة تنظيم البنية العمرانية في العاصمة، وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الحضرية.
إشادة بالشباب
الوزير كبرون خصّ الشباب السوداني بإشادة خاصة، واصفًا دورهم في العمل الاجتماعي بأنه “ريادي”، ومؤكدًا أنهم اصطفوا خلف القوات المسلحة في ما وصفه بـ”معركة الكرامة”، حتى يتحقق النصر ويتم دحر التمرد عن ولاية الخرطوم. هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه البلاد توترات أمنية متصاعدة، وسط دعوات رسمية لتوحيد الجهود الوطنية خلف المؤسسة العسكرية، في مواجهة ما تعتبره الحكومة تهديدًا مباشرًا لوحدة واستقرار السودان.
موقف الولاية
من جانبه، قال والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة إن حكومته تعمل بتناغم مع القيادة العليا للدولة من أجل بسط الأمن وتهيئة بيئة مستقرة وآمنة تسهم في عودة المواطنين إلى مناطقهم السكنية. الوالي حيّا صبر سكان الخرطوم على ما وصفه بـ”ممارسات المليشيا الإرهابية”، التي قال إنها استهدفت الأبرياء والمواطنين العزل. كما أشاد بنضال أبناء النوبة عبر التاريخ، معتبرًا أنهم ساهموا في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد. وفي إطار تحسين الخدمات، وجّه الوالي محلية أمبدة بحصر النقص في خدمات المياه والكهرباء والمرافق الصحية والتعليمية، بهدف وضع خطة عملية لتوفير هذه الخدمات للمواطنين في أقرب وقت ممكن.
دعم شعبي
في ختام الفعالية، عبّر ممثل اللجنة المنظمة للملتقى وممثل المرأة عن تقديرهم لتضحيات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى المشاركة في ما يُعرف بـ”حرب الكرامة”. وأكدوا دعمهم الكامل لقيادة الدولة، مشددين على ضرورة تطهير البلاد مما وصفوه بـ”دنس التمرد”، في إشارة إلى الجماعات المسلحة التي تخوض مواجهات مع الجيش السوداني. هذا الدعم الشعبي، كما وصفه المنظمون، يأتي في إطار التعبئة الوطنية خلف المؤسسة العسكرية، وسط دعوات رسمية وشعبية لتوحيد الجهود من أجل استعادة الاستقرار في البلاد.