
تحقيق مروري
شرطة المرور السودانية أكدت في بيان رسمي أن الحادث نجم عن قيادة متهورة من سائق الشاحنة، ما أدى إلى اصطدام المقطورة بجسر المشاة وتسبب في أضرار مادية كبيرة لكل من الجسر والمركبة. فور تلقي البلاغ، باشرت وحدة مرور الخرطوم شمال الإجراءات القانونية، وتم توقيف السائق وفتح بلاغ بالرقم (6) تحت المواد (58/66) من قانون الحركة، ولا يزال التحقيق جارياً لتحديد المسؤوليات بدقة. الحادث أثار تساؤلات حول مدى الالتزام بمعايير السلامة المرورية في الشوارع الحيوية، خاصة تلك المحيطة بالمؤسسات التعليمية الكبرى مثل جامعة الخرطوم.
تدخل عاجل
في أعقاب الحادث، تحركت الجهات المختصة بسرعة إلى موقع الانهيار، حيث وقف العميد شرطة عماد الدين هاشم، مدير إدارة العمليات، والمقدم شرطة مهندس محمد علي شمباتي، على تفاصيل الحادث ميدانياً. وبالتنسيق مع سلاح المهندسين بقيادة العقيد ركن معتصم، تم الدفع بفريق دعم مزود بونش حمولة 50 طن لرفع الجسر المنهار وسحب الشاحنة المتضررة من الموقع، رغم استمرار هطول الأمطار. العملية تمت بنجاح وبسلاسة وسط هدوء تام، ما عكس جاهزية الفرق الفنية وتعاون الجهات المعنية في التعامل مع المواقف الطارئة في قلب العاصمة.
شلل مروري
الانهيار المفاجئ للجسر تسبب في إغلاق شبه كامل لشارع الجامعة، أحد المحاور المرورية الأساسية في الخرطوم، والذي يربط بين كبري كوبر وامتداد شارع عبيد ختم شرقاً، مروراً بالخرطوم غرب، وصولاً إلى شارع النيل عند مدخل كبري النيل الأبيض المؤدي إلى مدينة أم درمان. هذا الإغلاق أثر بشكل مباشر على حركة المرور في المنطقة، رغم أن وسط الخرطوم يشهد حالياً انخفاضاً ملحوظاً في كثافة السيارات، ما خفف جزئياً من تداعيات الحادث. ومع ذلك، اضطر السائقون إلى استخدام طرق بديلة مثل شارع النيل شمالاً وشارع البلدية جنوباً، إلى جانب شارع الجمهورية الذي يعمل باتجاه واحد، كما هو الحال مع شارع الجامعة.
معلم تاريخي
الجسر الطائر الذي انهار يُعد من المعالم القديمة في شارع الجامعة، وقد تم تشييده لتسهيل عبور طلاب جامعة الخرطوم بين طرفي الشارع المزدحم. ورغم أن استخدامه الفعلي تراجع في السنوات الأخيرة، حيث يفضل معظم الطلاب عبور الشارع مباشرة دون استخدام الجسر، إلا أنه ظل رمزاً بصرياً مألوفاً في محيط الجامعة، وله مكانة خاصة لدى الأوساط الطلابية والأكاديمية. انهياره أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من السودانيين عن أسفهم لفقدان أحد الجسور الصغيرة التي تحمل رمزية خاصة في ذاكرة المدينة الجامعية.
جدل إعلامي
الحادثة أثارت أيضاً نقاشاً إعلامياً حول جدوى إنشاء الجسر في موقعه الحالي، حيث علّق الصحفي عثمان ميرغني متسائلاً: “هل رأيت شخصاً واحداً يستخدم هذا الجسر منذ إنشائه؟”، مضيفاً أن السؤال الأهم ليس لماذا اصطدمت الشاحنة بالجسر، بل لماذا تم تشييده أساساً في هذا الموقع، وكذلك الحال مع جسر المشاة في منطقة بيت المال. هذا الطرح يعكس جدلاً أوسع حول التخطيط العمراني في العاصمة، ومدى توافق البنية التحتية مع احتياجات السكان الفعلية، خاصة في ظل التحديات المرورية المتزايدة والانهيار المتكرر لبعض المنشآت الحيوية.