26/8/2025–|آخر تحديث: 18:27 (توقيت مكة)
حذرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس، اليوم الثلاثاء في بيان مشترك من “مخاطر التهجير الجماعي القسري للمدنيين” من غزة، منددتين بالعدوان الإسرائيلي المتواصل، وناشدتا المجتمع الدولي التحرّك العاجل لإنهاء “الحرب العبثية والمدمرة”، والعمل من أجل عودة الأسرى الإسرائيليين.
وأوضح بيان مشترك للبطريركيتين، أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت قبل أسابيع نيتها السيطرة على مدينة غزة، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت استعدادات لهجوم وشيك، بالتزامن مع صدور أوامر إخلاء لعدة أحياء في مدينة غزة.
ووافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي على خطة احتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم “عربات جدعون الثانية”، وهي الخطة التي قدمها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير.
وقالت البطريركيتان إن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن أن “أبواب الجحيم ستُفتح” يتخذ بالفعل أشكالا مأساوية، مشيرتين إلى أن هذه العملية “ليست مجرد تهديد، بل حقيقة يجري تنفيذها بالفعل”.
جوع وسوء تغذية
وأشار البيان إلى أن مجمّع كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمّع كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، تحوّلا منذ بداية الحرب إلى ملجأ لمئات المدنيين من كبار السن والنساء والأطفال. كما يضم مجمّع اللاتين منذ سنوات أشخاصًا من ذوي الإعاقة يتلقّون الرعاية على يد راهبات.
واعتبر البيان أن أوضاع اللاجئين داخل هذين المجمّعين تزداد صعوبة بسبب الجوع وسوء التغذية، محذرا من أن مغادرة غزة جنوبًا ستشكّل “حكمًا بالإعدام” للكثيرين منهم، وقد قرر الكهنة والراهبات البقاء لمواصلة رعاية من يلجؤون إلى الكنيسة.
وكانت كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية اليونانية وكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، وكلاهما في مدينة غزة، ملجأ للمئات من المدنيين -بما فيهم الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من إعاقات- منذ بداية الحرب منذ نحو عامين.
وشدّد البيان على أنه “لا مستقبل يمكن أن يقوم على الأسر أو تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم”، مستشهدا بكلمات البابا فرنسيس الذي دعا قبل أيام إلى احترام هوية الشعوب وحقوقها، ورفض إجبارها على المنفى القسري.
وأكدت البطريركيتان أنه “لا يوجد أي مبرر للتهجير الجماعي المتعمّد والقسري للمدنيين”، داعيتين إلى وقف الحرب وإنهاء دوامة العنف، وإعطاء الأولوية للخير العام بعد ما خلّفه العدوان من دمار في الممتلكات وحياة الناس.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و819 شهيدا، و158 ألفا و629 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 303 فلسطينيين، بينهم 117 طفلا حتى الثلاثاء.