18/8/2025–|آخر تحديث: 05:38 (توقيت مكة)
التف القادة الأوروبيون الأحد حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه اليوم الاثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لم تصدر عنها أي خلاصة بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون أنهم سيرافقون زيلينسكي إلى واشنطن، قبيل عقدهم مؤتمرا عبر الفيديو لـ”تحالف الراغبين” المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل.
وسيكون الاجتماع في واشنطن الاثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن.
ورحب الرئيس الأوكراني بما وصفها “بالوحدة” الأوروبية خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، مضيفا أنه لا يعرف “بالتحديد” ما ناقشه الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة.
وقبيل ساعات من لقائه المنتظر مع زيلينسكي والقادة الأوربيين قال ترامب إن الرئيس الأوكراني يستطيع إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا إذا أراد أو مواصلة القتال.
وأضاف لن يتم استعادة القرم التي سلمها (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما ولا انضمام لأوكرانيا إلى الناتو.
حديث عن تنازلات
وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف أمس الأحد أن روسيا قدمت “بعض التنازلات” بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزباروجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشيال “تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!”، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر من “تداعيات” تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
وفي أعقاب اجتماع “تحالف الراغبين” الأحد، انتقد ماكرون نظيره الروسي معتبرا أنه “لا يريد السلام” مع أوكرانيا بل يريد “استسلامها”.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه “لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين”، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا.

المطالبة بضمانات أمنية
وفي ما يتعلق باجتماع الاثنين، قال ماكرون إن “رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين”، وسؤال الأميركيين “إلى أي مدى” هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
ورحبت فون ديرلاين “بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة” من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها.
كما رحب زيلينسكي بقرار الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية.
وعند عودته من ألاسكا، أشار ترامب إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديدا وجوديا.
من جانبها، دعت ميلوني إلى العمل على تحديد “بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا”.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة ألاسكا التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله بعد بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه الاثنين عند استقباله القادة الأوروبيين.
ويؤيد ترامب أيضا مقترحا قدمته روسيا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية بأنها علمت ذلك من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترامب وقادة أوروبيين.
وقال المصدر المطلع إن بوتين “يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس” التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. كما يعرض الرئيس الروسي تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزباروجيا (جنوب).
وبعد أشهر من بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن.
لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن دستور بلاده يحول دون ذلك.
وبعد 3 سنوات ونصف سنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، باتت القوات الروسية تحتل نحو 20% من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها مؤخرا. أما زباروجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية.
ميدانيا، تواصلت الهجمات بين البلدين مع شن كييف وموسكو ليل السبت الأحد هجمات بطائرات مسيّرة أوقعت عدة قتلى.
وأعلنت السلطات الأوكرانية في وقت مبكر الاثنين إصابة 13 شخصا في قصف روسي استهدف مدينة خاركيف (شرق) ومنطقة سومي (شمال شرق) القريبتين من الحدود الروسية.