18/8/2025–|آخر تحديث: 01:17 (توقيت مكة)
شهدت إسرائيل، الأحد، مظاهرات حاشدة وإضرابا شل مفاصل الحياة بدعوة من عائلات الأسرى احتجاجا على توسيع العملية العسكرية في غزة وللمطالبة بإبرام صفقة تعيد الأسرى، في حين قمعت الشرطة الإسرائيلية متظاهرين احتجوا قبالة مقر حزب الليكود الحاكم في تل أبيب، واعتقلت عددا منهم.
وبالتزامن مع ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن أكثر من مليون شخص شاركوا في الاحتجاجات والمظاهرات في أنحاء إسرائيل.
وأغلق المتظاهرون عدة طرق، منها ميدان الأسرى في تل أبيب والطريق السريع رقم واحد عند مدخل القدس، وتقاطع رعنانا شمالي تل أبيب. كما تجمع عشرات المتظاهرين أمام منازل عدد من الوزراء، بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.
وقمعت الشرطة الإسرائيلية متظاهرين احتجوا قبالة مقر حزب الليكود في تل أبيب واعتقلت 4 منهم.
في حين قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 38 متظاهرا خلال الاحتجاجات.
وكان موقع والا الإسرائيلي قال إن حالة من الفوضى شهدتها الشوارع في أنحاء مختلفة من إسرائيل بعد مرور 6 ساعات على بدء الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وبدأ، صباح الأحد، إضراب شامل دعت إليه عائلات الأسرى وقتلى الجيش في قطاع غزة، وشمل تعطيل مرافق حيوية وشركات كبرى، احتجاجا على ما وصفته بتجاهل السلطات معاناة الأسرى وذويهم.
وانضمت مئات الشركات الخاصة والبلديات والمنظمات في إسرائيل إلى الإضراب، كما تعطلت كثير من خطوط المواصلات، أبرزها خطوط القطارات، مما سبب ازدحامات سير خانقة، وفق إعلام إسرائيلي.
دعوات للتصعيد
وكان آلاف الإسرائيليين قد انطلقوا من الموقع الرئيسي للمظاهرة الكبرى المنادية بوقف الحرب وإعادة الأسرى قبالة وزارة الدفاع في تل أبيب، وصولا إلى مقر حزب الليكود، حيث أضرموا النار أمام المقر واشتبكوا مع أفراد الشرطة.
وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة إنها تتطلع إلى رؤية ملايين الإسرائيليين إلى جانبها في الاحتجاجات.
وكانت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين قد جددت انتقاداتها للحكومة الإسرائيلية، متهمة إياها بالمماطلة دون اتخاذ خطوات حقيقية لإبرام صفقة تبادل شاملة تضمن عودة أبنائهم. وأضافت الهيئة أن استمرار المماطلة يثير مخاوف جدية من فقدان الأسرى.
كما دعت الهيئة الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات عملية لإنجاز صفقة تبادل، مؤكدة أنها ستواصل تحركاتها للضغط من أجل إعادة الأسرى إلى بيوتهم.

سموتريتش ولبيد
في غضون ذلك، قلل وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش من نجاح الاحتجاجات التي خرجت في إسرائيل ضد الحكومة وسياساتها في شل الحركة الاقتصادية في إسرائيل.
وقال سموتريتش إن المظاهرات تقف خلفها منظمات يسارية تسعى لإسقاط حكومة اليمين واستغلال عائلات المحتجزين، وشدد على أن إسرائيل يجب ألا تتوقف، وأنها ينبغي أن تواصل القتال حتى إبادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكامل.
في المقابل، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن الاحتجاجات ستستمر حتى إعادة جميع المحتجزين إلى بيوتهم عبر التوصل إلى صفقة تبادل شاملة وإنهاء الحرب. وشدد على أن الحكومة لا تملك الحق في التضحية بهم من أجل مواصلة ما وصفها بالجهود العسكرية.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل مع حركة حماس لأسباب سياسية تتعلق بعدم تفكيك ائتلاف حكومته وتمسكه بالبقاء في الحكم.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و944 شهيدا و155 ألفا و886 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 251 شخصا، بينهم 108 أطفال.