مؤرخ وطبيب وأديب وعبقرية متعددة النواحي، ذاع صيته في المشرق والمغرب، ووصفه المستشرق فرانسيسكو سيمونيت بأمير الأدب الأندلسي الغرناطي.
هو لسان الدين بن الخطيب الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2025/7/22) من برنامج “تأملات”، ولد في 317 للهجرة في إحدى ضواحي مدينة غرناطة في الأندلس.
بلغ في النظم والنثر مرتبة التفوق التي لا يدانيه فيها إلا قليل، وبلغت تصانيفه نحوا من 60 كتابا.
وما يميز أدب ابن الخطيب وفرة التنوع والافتنان في الموضوعات والمعاني والبراعة المدهشة في التنقل في نواحي الوصف، ويرجع ذلك إلى خصب قريحته وسعة أفقه وحياته المتنوعة الفياضة بمختلف الأحداث والمحن.
كان ابن الخطيب من أئمة الموشحات الأندلسية ومنها:
جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلّا حلما
في الكرى أو خلسة المختلس
ونظم هذه الموشحات في أشد الظروف مرارة عليه.
أما في مجال النثر فبرز ابن الخطيب في النثر الوزاري والسياسي، وترك في هذا الميدان تراثا ضخما، وكان رجل سياسة من الصف الأول، وكان بعيد النظر، إذ استشفّ بنافذة بصيرته النهاية المحتومة لوطنه الأندلس قبل وقوع ذلك بأكثر من قرن.
تأثر بشعراء أهل المشرق، وكان شعره سجلا حافلا بالأحداث التاريخية وبالمظاهر المحلية في الأندلس والمغرب عامة، ويقول في إحدى روائعه:
زارت ونجم الدجى يشكو من الأرق
والزهر سابحة في لجّة الأفق
وأوشكت أن تضلّ القصد زائرة
لولا أتتني في باق من الرمق
قالت تناسيت عهد الحب، قلت لها
لا، والذي خلق الإنسان من علق
ما كان قط تناسي العهد من شيمي
ولا السلو عن الأحباب من خلقي
كم ليلة بتّها، والطيف يشهد لي
لم تطعم النوم أجفاني ولم تذق
أشكو إلى النجم وهنا ما أكابده
حتى شكا النجم من وجدي ومن قلقي
وتجدر الإشارة إلى أن حلقة برنامج “تأملات” تناولت فقرات أخرى منها: ” طرائف القدماء”، و”وقفات”، و”طرائف لغوية”.
22/7/2025–|آخر تحديث: 20:29 (توقيت مكة)