21/7/2025–|آخر تحديث: 16:59 (توقيت مكة)
أفقدت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي الشركات العالمية أكثر من 300 مليار دولار من أرباحها منذ عام 2017، وفق دراسة حديثة.
وأظهرت دراسة أجرتها شركة إرنست آنيونغ بارثينون EY-Parthenon، الاستشارية، ونقلت جانبا منها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن ما يقرب من 3500 شركة مدرجة عالميا، تتجاوز إيراداتها السنوية مليار دولار، خسرت ما مجموعه 320 مليار دولار من أرباحها خلال فترات التقلبات الجيوسياسية والكلية.
تحولات كلية
وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي والجيوستراتيجية إرنست آند يونغ بريطانيا، ماتس بيرسون: “بعد سنوات من انخفاض أسعار الفائدة والاستقرار الجيوسياسي النسبي، فإن موجة من التحولات الكلية -من التوترات التجارية إلى الصراعات العالمية- تعني الآن أن السياسات الحكومية والأحداث العالمية لها تأثير أكبر على القيمة والأرباح مقارنة بعقود عديدة”.
وجدت الدراسة أنه خلال السنوات الثلاث الماضية -وهي فترة اتسمت بعودة التضخم، والهجوم الروسي على أوكرانيا، وانهيار سوق السندات البريطانية، وحرب إسرائيل على غزة، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض– حدث ما يقرب من 40% من التغيرات في القيمة الإجمالية لمؤشر “فوتسي 100” البريطاني في أيام شهدت أحداثا اقتصادية أو جيوسياسية كبرى.
وتراجعت أرباح شركة واحدة من كل 4 شركات من أصل حوالي 3500 شركة عالمية خضعت للدراسة بنسبة 5% أو أكثر بين عامي 2017 و2024، وذلك على أساس أرباح ما قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتعرضت الشركات الصينية لأكبر صدمة في الأرباح، حيث تكبدت 40% من أصل 833 مجموعة خضعت للتحليل في البلاد خسائر مجتمعة بلغت 73 مليار دولار في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، وقال بيرسون إن تراجع أرباح الشركات الصينية تركز بشكل كبير في شركات قطاعات العقارات والصلب والبناء.

الشركات البريطانية
وحسب التحليل، كان أداء الشركات البريطانية أفضل، رغم أن مجموعة أصغر بكثير من 100 شركة استوفت حد الإيرادات المطلوب للدراسة، وشهدت 14 شركة فقط انخفاضا ملحوظا في هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، بخسارة إجمالية بلغت 2.5 مليار دولار في الأرباح خلال فترة السنوات الثلاث.
مع ذلك، تكيفت بعض الشركات جيدا مع المشهد الكلي المتغير، وتمكنت من تعزيز أرباحها لتتفوق على نظيراتها في القطاع.
ووجدت الدراسة أن مجموعة واحدة فقط من كل 10 مجموعات عالمية حققت هامش أرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في الربع الأول من عام 2014 تمكنت من الحفاظ عليه حتى عام 2024.
ومن بين الشركات البريطانية التي تمكنت من تجاوز تقلبات الاقتصاد الكلي ومواصلة زيادة أرباحها، شركة نكست للأزياء، ومجموعة كرودا للكيميائيات، وشركة ريو تينتو للتعدين، ومجموعة سبيراكس للهندسة.
وفي الولايات المتحدة، تشمل الشركات التي زادت أرباحها قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك مقارنة بنظيراتها، شركة كاتربيلر الرائدة في الصناعة، وشركة “يو بي إس” للخدمات اللوجستية، وشركتي الأدوية فايزر وميرك، ومجموعة جونسون آند جونسون للمستهلكين.
وقال بيرسون إن الشركات التي تمكنت من حماية هوامش ربحها أو تحقيقها “نجحت في تنويع محافظها الاستثمارية، وإدارة قاعدة تكاليفها، وتحديد وفهم مختلف التغييرات في السياسات، وتحديث حوكمتها لتعكس عالما مختلفا”.