19/7/2025–|آخر تحديث: 17:53 (توقيت مكة)
أفاد تقرير جديد، أن أفريقيا من المناطق التي تشهد أكبر تدهور في الأراضي الرطبة عالميا في السنوات الأخيرة، على الرغم من اعتماد ملايين الأشخاص في القارة على النظم البيئية للحصول على الغذاء والمياه وحمايتهم من الكوارث الطبيعية وتأثيرات تغير المناخ.
في حين يشهد “الطابع البيئي للأراضي الرطبة” تدهورًا واسع النطاق في معظم المناطق وعالميا، ومدى التدهور مرتفع، خاصة في أفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. كما سجلت زيادة مماثلة في أوروبا وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا.
وحسب تقرير توقعات الأراضي الرطبة العالمية لعام 2025، الصادر عن أمانة اتفاقية الأراضي الرطبة-اتفاقية رامسار، فإن وضع الأراضي الرطبة في القارة الأفريقية عام 2024 كان في حالة سيئة أيضا، عند مقارنته بتلك الموجودة في أجزاء أخرى من العالم، بما فيها آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وأوقيانوسيا،
وأشار التقرير إلى أن الأراضي الرطبة في جنوب أفريقيا، (الاقتصاد الأكثر تطورا في القارة) “تتدهور بسرعة أكبر مما يمكن استعادتها”، مؤكدا أنه في ظل الضغوط المتزايدة، تستمر الأراضي الرطبة في جنوب أفريقيا في التدهور بوتيرة أسرع من الاستثمار في إعادة تأهيلها.
وحدد التقرير التوسع الحضري والتطوير الصناعي والبنية الأساسية، باعتبارها العوامل الثلاثة الأكثر أهمية لتدهور الأراضي الرطبة وفقدانها في جميع أنحاء أفريقيا، وهو الاتجاه الذي تم تحديده أيضًا في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ويأتي هذا على النقيض من الوضع في أميركا الشمالية وأوقيانوسيا، حيث كانت الأنواع الغازية تشكل مصدر قلق أكبر، وفي أوروبا، حيث سُلط الضوء على المخاوف المتعلقة بالجفاف باعتباره السبب الرئيسي.
وأوضحت الدراسة أن حالة الأراضي الرطبة المتبقية في العالم ترتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الاقتصادي للدول، مشيرة إلى أن النظم البيئية في أسوأ حالاتها حاليا في أقل البلدان نموًا، حيث تم الإبلاغ عن أن عدد الأراضي الرطبة في حالة سيئة أكبر بكثير من تلك الموجودة في حالة جيدة.
وأشارت الدراسة إلى أن “عدد الأراضي الرطبة التي تُبلغ عن سوء حالتها في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل يزداد.
وعموما، قدرت القيمة المتوسطة الإجمالية للخدمات البيئية التي تقدمها الأراضي الرطبة الأفريقية بحلول عام 2023 بنحو 825.7 مليار دولار، بينما تبلغ في آسيا 10.6 تريليونات دولار تقريبا، مقابل قيمة عالمية إجمالية تبلغ 39 تريليون دولار.
وقالت إيفلين ندلوفو، وزيرة البيئة والمناخ والحياة البرية في زيمبابوي، إن البيانات الواردة في التقرير ستساعد على تحديد السياسات والتدخلات التشريعية لوقف المزيد من استنزاف الأراضي الرطبة.
وأضافت: “نحن بحاجة إلى بذل الجهود لتعزيز مبادرات الحفاظ على الأراضي الرطبة عبر الحدود، وتبادل المعرفة، والتمويل المبتكر، وتعزيز مشاركة المجتمع”.
وبحسب موسوندا مومبا، الأمين العام لاتفاقية رامسار، فإن استعادة الأراضي الرطبة المتدهورة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة للمجتمعات الريفية وتسريع التحول الأخضر في جميع أنحاء أفريقيا.
وقال مومبا أثناء الدورة العادية الـ 20 للمؤتمر الوزاري الأفريقي للبيئة الذي انعقد في نيروبي في 15 يوليو /تموز2025: “يجب علينا أن نقدر الأراضي الرطبة ونزيد الاستثمارات نحو استعادتها، لأن فقدانها يأتي بتكلفة باهظة على رفاهية الكوكب وسبل العيش”.
ويشير مومبا إلى أن العالم يفقد ما قدره 0.52% تقريبا من الأراضي الرطبة سنويا، وهذه الخسارة تُقوّض بشكل كبير الجهود العالمية لمكافحة أزمة المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والجوع والفقر، وخاصة في الدول الفقيرة.

خسارة اقتصادية وبيئية
وعلى المستوى الاقتصادي الجزئي، تعد الأراضي الرطبة محركات اقتصادية حيوية للمجتمعات المحلية، كما قال أنتوني نيونغ، مدير إدارة تغير المناخ والنمو الأخضر في البنك الأفريقي للتنمية.
وضرب نيونغ مثالا على ذلك بمنطقة “كافوي فلاتس” الرطبة في زامبيا، حيث كشف أن مشروع ترميم بـ 300 ألف دولار أعاد تنشيط الفيضانات الطبيعية، وحسّن التنوع البيولوجي، ودعم أكثر من مليون شخص، ما أدى إلى إطلاق العنان لمصايد الأسماك الحرفية بـ 30 مليون دولار سنويا.
وأكد نيونغ أن تدهور الأراضي الرطبة “يزيد من تأثرنا بالصدمات المناخية، ويُقلل الإنتاجية، ويزيد الإنفاق العام على الاستجابة للكوارث. لكن الاستثمار في الأراضي الرطبة يخلق فرص عمل، ويبني القدرة على الصمود، ويعزز الأمن الغذائي والمائي”.
وتعتمد معظم اقتصادات أفريقيا بشكل ما على الطبيعة، حيث تأتي أكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان من الزراعة والغابات والسياحة.
ويشير تقرير الأرض الرطبة العالمي 2025 إلى أن الأراضي الرطبة وإن كانت لا تغطي سوى 6% من سطح الأرض، إلا أنها توفر خدمات بيئية حيوية، بما فيها السيطرة على الفيضانات، وإنتاج الغذاء، وتخزين الكربون.
كما يؤكد التقرير، أن الأراضي الرطبة تغطي حاليا ما بين 1425 و1800 مليون هكتار عالميا. وقد فقدت منذ عام 1970، ما يُقدر بـ 411 مليون هكتار من الأراضي الرطبة عالميًا، مما يمثل انخفاضا بنسبة 22% في مساحتها العالمية”.
ويأتي هذا التقرير قبل أيام من الاجتماع الـ 15 لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة (COP15)، المقرر عقده في الفترة من 23 إلى 31 يوليو/تموز في زيمبابوي.