تفاعل ناشطون مع واقعة اعتداء بعض المغاربة على رجل مسن بمدينة توري باتشيكو الإسبانية، والتي اعتبروها دليلا على نية حكومة مدريد ربط الهجرة بالعنف.
ولا تزال أحداث العنف المتبادل متواصلة في مدينة توري باتشيكو، التي يسكنها 40 ألفا يمثل المهاجرون المغاربة أكثر من ثلثيهم ويمتلكون فيها أحياء كاملة، وفق حلقة 2025/7/14 من برنامج شبكات.
وتقع هذه البلدة الصغيرة ضمن إقليم مورسيا شرقي إسبانيا، وهي محاطة بأراض زراعية واسعة، ويعمل المهاجرون فيها بأجر يومي في الزراعة التي تمثل أهم ركائز الاقتصاد بالمنطقة.
لكن المدينة شهدت الأسبوع الماضي حدثا اندلعت على إثره أعمال عنف غير مسبوقة بعدما تعرض مسن إسباني عمره (68 عاما) للاعتداء والضرب الشديد على يد 3 شبان مغاربة، في أحد شوارع البلدة.
وأصيب الرجل بجروح بالغة في وجهه وجسده، ولم تتضح أسباب الاعتداء عليه، وقد صور الشبان الثلاثة الاعتداء بالفيديو، ونشروه على مواقع التواصل.
وعلى الفور، استغلت أحزاب اليمين المتطرف الحادثة لربط الهجرة بالجريمة والعنف، واتهمت الحكومة بالتقصير في الحفاظ على الأمن، بحسب صحيفة “إلباييس” الإسبانية. كما حشدت هذه الأحزاب أعضاءها من خارج المدينة.
واندلعت أعمال عنف بين شباب اليمين المتطرف والمهاجرين الذين كانوا يرفعون علم المغرب، فأحرقوا سيارات وحطموا مطاعم. وردد اليمينيون شعارات عنصرية تطالب بطرد المهاجرين المغاربة، ولا تزال أعمال العنف مستمرة، في واحدة من أسوأ الأحداث التي شهدتها البلدة خلال العقود الماضية.
وقالت ممثلة الحكومة المركزية في مقاطعة مورسيا إن الاعتداء على المسن قيد التحقيق، ونددت بخطاب الكراهية والتحريض على العنف، وأكدت نشر مزيد من قوات الحرس المدني للتصدي للشغب.
وعلى مواقع التواصل، تفاعل النشطاء مع هذه الواقعة التي اعتبرها بعضهم دليلا على سعي البعض لربط المهاجرين بالعنف، فيما دعا آخرون المغاربة لعدم الانحناء أمام هذه الموجة.
ردود فعل متباينة
فقد كتب محمد ياسينو: “واش الرباط هي لي قالت ليهم يتعدوا على رجل كبير؟ احنا ما قبلنا اعتداء الأفارقة على مغاربة في المغرب، وعادي نقبلوا اعتداء مغاربة على إسباني في بلاده؟”.
كما كتب خوصي: “داكشي لبغاو (هذا ما أراده) من صنعوا هذه الأحداث. رد مغربي يليه رد إسباني وها هي شعلات، ملاحظة أي أجنبي في إسبانيا يعتبرونه مغربي موروس (متوحش)”.
في المقابل، كتب باهي “أصل المشكل اعتداء مغاربة على عجوز إسباني”، بينما قال إبراهيم دغري “كل التضامن مع المغاربة في إسبانيا الذين يتعرضون لهجمات ممنهجة من طرف أنصار الأحزاب المعادية للمغرب”، مضيفا “مع المغاربة ظالمين أو مظلومين وفي أي بقعة في العالم”.
أما رضوان منصوري فكتب: “مغاربة إسبانيا، أنتم تعملون وتدفعون الضرائب، لا تنحنوا أمام الكراهية. لا تهاجموا الشرطة ولا المؤسسات، لكن دافعوا عن أنفسكم إذا اعتدى عليكم المتطرفون، كونوا كتلة واحدة، احموا بعضكم، وتبرؤوا من المراهقين المجرمين”.
بدوره، أعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو مارلاسكا اعتقال شابين مغربيين متورطين في الاعتداء على المسن الإسباني، ليرتفع عدد المعتقلين حتى الآن إلى 8 أشخاص، 5 منهم إسبان و3 مغاربة.
14/7/2025–|آخر تحديث: 19:41 (توقيت مكة)