27/6/2025–|آخر تحديث: 12:41 (توقيت مكة)
يُعَد مذنب “برناردينيلي–بيرنشتاين” أكبر مذنب معروف من سحابة أورط، ويبلغ قطر نواته حوالي 100 كم على الأقل، مع تقديرات تصل إلى 137 كم، وهذا الحجم يفوق مذنب هالي بوب المعروف بنحو الضعفين تقريبا.
وسحابة أورط هي تجمع هائل من الأجسام الجليدية الصغيرة التي تُحيط النظام الشمسي مثل قوقعة ضخمة، تقع على مسافات هائلة من الشمس.
لم ترصد هذه السحابة مباشرة من قبل، لكن وجودها يُستدل عليه من خلال مسارات المذنبات طويلة الأمد، تلك التي تزيد مدة دورتها حول الشمس عن مئتي سنة، وفي حالة برناردينيلي-بيرنشتاين، فإن مداره يتطلب ملايين السنوات لعمل دورة واحدة فقط حول الشمس.

نفاثات معقدة
اكتُشف المذنب لأول مرة عام 2014 عندما كان على بُعد من كوكب نبتون، والمذنب بعيد جدا عن النظام الشمسي، لكنه في طريقه للاقتراب من الشمس حتى مسافة تقارب مدار زحل، في يناير 2031.
ومؤخرا، لاحظ العلماء أن هذا المذنب بدأ في إطلاق غازي أول وثاني أكسيد الكربون في شكل نفاثات معقدة ومتطوّرة تُغيّر شكلها مع الوقت، وهذه أول مرة يلاحظ العلماء نشاطا للمذنب على هذه المسافات البعيدة جدا في أبرد مناطق المجموعة الشمسية، خارج نطاق الكواكب العملاقة.
ويشير ذلك، حسب دراسة نشرها العلماء مؤخرا في دورية “ذا أستروفيزكال جورنال ليترز” إلى أن النواة الباردة للمذنبات يمكن أن تحتوي على “غازات فائقة التجمّد”، لأنها المركبات الوحيدة التي تنطلق حتى في البرد الشديد، أما أثناء اقترابه من الشمس، فإن الماء عادة هو المسؤول عن مثل هذه النفاثات، حينما يتحرر بسبب الحرارة.
يوفر ذلك للعلماء نظرة مباشرة على الكيمياء في أطراف النظام الشمسي، فهذه أول مؤشرات على نشاط مذنب بهذا العمر والبعد، كما أن المذنب يسمح للعلماء بدراسة كيفية نشأة وتطور الأجرام الجليدية دون تأثير الإشعاع الشمسي المباشر.

مصفوفة أتاكاما
أجريت الأرصاد عبر مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية/دون المليمترية، وتقع على هضبة تشاخنانتور في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، على ارتفاع أكثر من 5000 متر فوق سطح البحر.
المصفوفة ليست تلسكوبا واحدا، بل مجموعة من 66 طبقا هوائيا (مرصد راديوي)، يتم ربط الأطباق معا باستخدام تقنية تسمى “قياس التداخل”، ما يجعلها تعمل كجهاز واحد بدقة رهيبة.
ويمكن للعلماء تحريك الأطباق وتغيير توزيعها لزيادة أو تقليل الدقة حسب الحاجة، مثل تقريب أو إبعاد العدسة، في حالة التلسكوبات الضوئية.
وتعمل هذه المصفوفة في أطوال موجة أطول من الأشعة تحت الحمراء، وأقصر من موجات الراديو، أي في نطاق “المليمتر وتحت المليمتر” من الطول الموجي.
وتُستخدم هذه النطاقات لرصد الأجسام الباردة جدا في الكون، مثل السحب الجزيئية والمذنبات والأقراص الكوكبية.